عاممقالات

محمد جرامون .. يكتب: أنا .. وترامب .. والكلب !!

كنت أسير فى طريق طويل ومعى بعض الأصدقاء والأقارب داخل منتجع سياحى وإذا بكلب ضخم وقوى يأتى من خلفنا مسرعاً ويمر من بيننا دون أن يتعرض لأحد وإذا به ينقض على شخص ضخم الجثة يرتدى ملابس البحر ويسبقنا بمسافة ليست بعيدة ويوقعه الكلب أرضاًً ويبدأ في عض مناطق عديدة بجسدة.

عندما أقتربنا منه وجدناه المجنون الأهوج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ساعتها انتابتنا حالة من السعادة الكبيرة بهذا المشهد.

أقسم بالله هذا ما رأيته في حلم أمس بعد أن أخذت قسطاً من النوم بعد صلاة الفجر، وتفسيرى لهذا الحلم بأن حالة قلة الحيلة والضعف وعدم القدرة على اتخاذ موقف جاد وفاعل منى ومن الملايين من العرب والمسلمين تجاه هذا الأهوج بعد تصريحاته المجنونة بتهجير أهل غزة لمصر والأردن وإستيلاء الأمريكان عليها لتحويلها لمنتجع سياحى «ريفيرا جديدة» حسب قوله، كان لها أثر كبير فى ترسيخ هذه الحالة داخل العقل الباطن، فظهرت فى الحلم نظرا لعجز الواقع الفعلى وضعفه.

وقد تباينت الأراء ردا على تصريحات الأهوج ترامب، التي بدأ هو نفسه التراجع عنها، فالبعض يرى أن ما قاله بالونة إختبار أطلقها بأعلى المطالب حتى يكون هناك رضاء

منا بمطالب أقل وهي إخراج المقاومة وقياداتها من داخل غزة وإخضاع حكم غزة لحكم دولى تشارك فيه بعض البلاد العربية وأن تكون منطقة منزوعة السلاح.

أما البعض الأخر فيرى أنه يجب أخذ هذه التصريحات على محمل الجد، فإيجاد وطن لليهود بعد جمع شتاتهم من كل بقاع الأرض كان حلماً ثم أصبح واقعاً، ووعد بلفور كان حلماً ثم أصبح واقعاً، وسيطرة الصهاينة على غالبية أراضي فلسطين كانت حلماً ثم أضحت واقعاً مريراً.

يجب أن يكون هناك رد قوى من كل البلاد العربية والإسلامية وعدم الخضوع والخنوع والسكوت على التصريحات المتتالية لهذ الأخرق، ولا شك أن الرد المصرى والأردنى والسعودي كان صريحاً وواضحاً وقاطعاً بعدم قبول التهجير ، ولكننا نريد ردوداً أقوى وأفعالاً، مثلما حدث من كندا والمكسيك عند إقراره فرضة رسوم جمركية جديدة على صادراتهما لأمريكا، إذ كان رد الفعل القوى قيامهما بفرض رسوم أعلى على الصادرات الأمريكية لبلادهما، فما كان منه إلا التراجع وتأجيل تلك القرارات التي ستوثر على الإقتصاد الامريكى.

يا أيها العرب أنتم تمتلكون الكثير من عوامل القوة جغرافياً وإقتصادياَ وإستثمارياَ، فلماذا الخوف ولماذا الضعف، والله إن اللحظة الفارقة التي تمر بها المنطقة الآن إن لم نتوحد فيها فسيأتى الدور على الجميع واحدا تلو الآخر.

ولا شك أن ثقة ترامب الكبيرة فى أن معظم الحكام العرب سينفذون خطته وسيقبلونها، سببها أنه يتعامل معهم كأشخاص وليس كرؤساء وملوك يستندون إلى بلادهم وشعوبهم، ولكن الذي يجهله هذا الترامب أنه عندما يحدق الخطر بالوطن فإن الشعوب العربية وخاصة مصر تتناسى كل الخلافات والأيدولوجيات وتصطف بجوار جيوشها وقيادتها.

وفى نفس الوقت أتمنى أن تكون هذه اللحظة الفارقة لحظة مصالحة حقيقية وشاملة وبداية جديدة نتناسى فيها أى خلاف ماضى بين الشعوب وأنظمة الحكم، وساعتها لن يخشى أى نظام حكم عربي لا ترامب ولا أبو ترامب ولا أمريكا ولا الغرب بأكمله، لأنه يستند لسند وظهر قوى ألا وهو شعبه، مصدر القوة الحقيقى.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى